الجمعة 15 مايو 2020 م - 7 بشنس 1736 ش
نياحة البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرين
في مثل هذا اليوم من سنة
89 ش ( 373 م )، تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات
الكرازة المرقسية.
وقد ولد هذا الأب من أبوين
وثنيين بمدينة الإسكندرية سنة 296 م. وكان وحيداً لهما وتوفى والده وهو صغير
وحينما بلغ سن الرشد أخذت والدته تُحسن له الزواج وتغريه على قبوله بطرق مختلفة وما
كانت ترى منه إلاَّ الرفض، وكان قد سُر من عِشرة أولاد المسيحيين الأتقياء الذين
نذروا أنفسهم للرب، ورغب أن يكون واحد منهم، ولما شَكت أمه أمره لرجل ساحر وثنى
قال لها لا تتعبين نفسك فإن أبنك يتبع طريق الجليلي فأخذت تبحث عن هذا الجليلي حتى
اهتدت إلى القديس الكسندر البطريرك فبشرها باسم المسيح، ونالت على يده المعمودية
مع أبنها.
وذات يوم بينما كان
البابا الكسندر ينظر من شرفته التي تطل على البحر وكان بعض الغلمان يعمدون بعضهم
بحسب الترتيب الكنسي تماماً، ولما استدعاهم رأى منهم أثناسيوس وكان يجرى العماد
بالطريقة القانونية، فأخذه في الدار البطريركية وأعتنى بتهذيبه وتثقيفه بالعلوم،
فبرع في العلوم اللاهوتية والفلسفية، هذا فضلاً عما كان متوشحاً به من التقوى
والقداسة.
وقيل أنه تتلمذ للقديس أنطونيوس أبى الرهبان
وأقتبس عنه فضائل النساك والمتعبدين. فإذ كان تلميذاً أصدر سنة 318م، رسالة ضد
الوثنيين دلت على غزارة مادته وقوة حجته، وظهرت مواهبه مع حداثته، فكان ذلك سببً بأن
أعجب به البابا الكسندر فسامه شماساً، وبعد ذلك رئيس شمامسة الكرسي البطريركي ثم
مساعد ومشيراً للبطريرك، يفند آراء الأريوسيين ويبطل أدلتهم، وهو الذى حضر المجمع
السكندري سنة 318م (مجمع نيقيه)، وأظهر من الغيرة على أزلية المسيح ما جعله موضع
أعجاب آباء مجمع نيقيه كلهم، فاندهشوا من حذاقته، حتى قيل أن الملك قسطنطين قال له
كأنه يتنبأ له: "أنت بطل كنيسة الله"
مجمع
نيقيه هو المجمع المسكوني الأول وكان بسبب بدعة أريوس الهرطوقي، وذلك لأن كتب
البابا الكسندر إلى الملك قسطنطين الكبير يطلب منه عقد مجمع مسكوني للبت في هذه
البدعة. وطلب ذلك من الأسقف أوسيوس أسقف قرطبة فوافق قسطنطين وأرسل منشور لجميع
الأساقفة في المملكة ليستدعيهم في مدينة نيقيه فذهب 318 أسقفاً من كل العالم المسيحي
وكان حاضراً البابا الكسندر وكان معه تلميذه أثناسيوس وكان سكرتير البابا ولم
يتجاوز 25 سنة وكان وجهه كالملائكة كقول القديس غريغوريوس.
وحضر
أريوس وأتباعه وهم أوسابيوس أسقف كوميديا وثاؤغنس مطران نيقيه ومارس أسقف
خلقيدونية ومعهم عشرة فلاسفة وأجتمع المجمع سنة 325 م وبعد أن ألقى الملك خطابه ،
دارت المناقشة، وتولى الشماس أثناسيوس الدفاع عن لاهوت السيد المسيح ضد حجج أريوس الهرطوقي
وأظهر أثناسيوس براعته في إفحام الأريوسيين .
فكانت
بدعة أريوس " إن الابن ليس مساوياً للآب في الأزلية وليس من جوهره، وأن الآب
كان في الأصل وحيداً فأخرج الابن من العدم بإرادته. وأن الآب لا يُرى ولا يُكشف
حتى للأبن، لأن الذى له بداية لا يعرف الأزلي، وأن الأبن إله لحصوله على لاهوت
مُكْتَسَب "
وقف
أمامه أثناسيوس وأفحمه بردود قويه، جعلت الكل فرحين بهذا الشماس العملاق في ردوده
والآيات القوية التي أستند عليها في أثبات أن الابن
مع الآب هما واحد وأن هذا الجوهر هو كيان أساسي واحد
. فأضافوا بعد قانون الإيمان في كافة كنائس المسكونة. والذى يقال فيه: " بالحقيقة
نؤمن بإله واحد .... مساو للآب في الجوهر"
فهو والآب واحد.
أي أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقاليم (الآب
والأبن والروح القدس) .
وبعد نياحة البابا الكسندر أنتخب للبطريركية القديس
أثناسيوس خلفاً له بناء على وصية البابا، مع ان القديس أثناسيوس حاول الإفلات من
عبء هذه الوظيفة، الاَّ أن الكنيسة لم تجد من يليق لها أكثر منه فبحثوا عنه حتى
وجدوه، فأحضروه بفرح شديد، ورفعوه على رتبة البطريركية في 7 بشنس سنة 43 ش - مايو
326 م في عهد الملك قسطنطين، وكان عمره وقتئذ 28 سنة ووضع عليه الأيدي لأول مرة
خمسون أسقفاً من أساقفة الكراسي المجاورة. هذا هو أثناسيوس بطل الأرثوذكسية
العظيم.
وقال سقراط المؤرخ الكنسي
" أن فصاحة أثناسيوس في المجمع النقاوى قد جرت عليه كل البلايا التي صادفها
في حياته "
هذا هو أثناسيوس بطل الأرثوذكسية العظيم، فلم يكد يعتلى كرسي المرقسية،
حتى تألب الأريسيون لإسقاطه، فوشوا به إلى الملك قسطنطين الكبير بأن ارتسامه لم
يكن قانونياً، ولكن كثيرين من الأرثوذكسيين أثبتوا حقيقة ارتسامه ومنهم القديس باخوميوس الناسك المصري الذى حين ارتقاء البابا أثناسيوس
إلى الكرسي رأى رؤيا وفيها قال روح الله: " أنى قد
أقمت أثناسيوس عموداً ونوراً لكنيستي وستناله شدائد وتلقى عليه تهم كثيرة لأجل المناضلة
عن حق الديانة.. إلا أنه بالقوة الإلهية يظفر بكل التجارب و يبشر الكنائس بحق الإنجيل
"
وقد أخذ ينشر كلمة الإنجيل داخل القطر وخارجه. وكان أول أثمار مجهوداته
تأسيس كنيسة الحبشة ورسامة
فرومنتيوس أسقفاً عليها سنة 330 م .
وأنتهز البابا فرصة السلام والهدوء فقام برحلة يتفقد فيها رعاياه ومضى
في سياحة لغاية أسوان فأستقبله تحت رئاسة الراهبين العظيمين الأنبا باخوميوس أب
الشركة والأنبا بلامون أستقبالاً عظيماً.
وقد نفي البابا أثناسيوس عن كرسيه خمس سنوات.
النفي الأول
عندما حاول أريوس بعد حرمه أن يرجع ثانية إلى
الإسكندرية، وقدم للملك قسطنطين خطابا مملوء بعبارات ملتبسة، تأثر بها الملك وطلب
من البابا أثناسيوس أعادته فرفض البابا قبوله، لما في ذلك من مخالفة لقرار المجمع
المسكوني . فقام الأريوسيون بإلصاق بعض ألتهم بالبابا أثناسيوس منها :
1 – انه يساعد البابا
فيلومينس الثائر علي الحكومة.
2 – انه كسر كأس القس اسكيرا
وهدم مذبحه.
3 – أنه قتل الأسقف
أرسانيوس وأستخدم ذراعيه في السحر.
4 – أنه أغتصب أيضا راهبة.
وقد برأ البابا نفسه من
التهم المنسوبة إليه وأنعقد مجمع في صور ضد البابا أغلبه من الأريوسيون ونظر
المجمع في ألتهم.
ففي الأولي: حضر البابا
أثناسيوس إلى الملك قسطنطين وكذب كل ما اقترفوه في حقه، وأظهر خبث أعدائه، فرده
الملك إلى كنيسته ومدحه كثيراً في رسالة يقول فيها: " أنى قبلت بإكرام
أثناسيوس أسقفكم كقبولي رجل مُتنور من الله، ومما سمعته منه ورأيت فيه فقد ظهر لي،
أنه رجل جليل القدر و أن كنيستكم في احتياج إليه، لأنه عالي الهمة وذو عناية بحفظ
الحق والديانة، ومحب السلام وقابل للصواب"
في الثانية: حرك الرب قلب القس اسكيرا الذي أتفق
معهم علي شهادة الزور وبرأ البابا أثناسيوس.
وفي التهمة الثالثة: حضر
الأسقف أرسانيوس عن أتفاقهم الذي أتهم البابا زورا بقتله فحفظه البابا في غرفة
مجاورة وكان الأريوسيون قد أحضروا ذراعي ميت. وأدعوا أنهما لأرسانيوس، ولكن
أرسانيوس أظهر ذراعيه للجميع وأظهر ندامته، فقال الأريوسيون أن البابا أثناسيوس ساحر
أستطاع أن يوجد ذراعين وهاجوا ضده، فخرج أرسانيوس من وسطهم ومضي للملك قسطنطين
وأخبره عما حدث.
ثم نُظرت تهمة الراهبة:
وأتوا بفاجرة أدعت هذا الادعاء علي القديس، فقال القس تيموثاوس من حاشية البابا
أثناسيوس " أنا أيتها المرأة الذى زنيت بك كرهاً ؟ " فظنت
أنه أثناسيوس لأنها لم تكن تعرفه وقالت : " نعم أنت يا أثناسيوس أغويتني وأفقدتني عفتي التي نذرتها للرب " فأفتضح أمرها وضحكوا عليها.
وحدث ذات يوم أن الملك كان خارجاً للنزهة في موكب حافل فأوقفه شخص
غير معروف ووضع يده على زمام جواده طالباً منه الإنصاف، فلم يعرفه قسطنطين في بادئ
الأمر ولكن الرجال الملتفين حوله أخبروه أنه البابا أثناسيوس، فغضب قسطنطين وأطلق
لجواده العنان ودفعته الجنود لكى لا يقترب منه. حينئذ هتف البابا أثناسيوس قائلاً:
" أيها الملك أسأل جلالتكم شيئاً واحداً، وهو أن تحضر خصومي الذين حكموا
علىَّ وتسمح لي بأن أتناقش معهم أمامك " فلم يسمع الملك ورفض طلبه بإحضار الأساقفة
الأريوسيين إلى القسطنطينية، فلم يحضروا لخوفهم من قوه حجه خصمهم إلاَّ الأسقف أوسابيوس
وبعض الأساقفة ولما اجتمعوا لم يذكروا ألتهم السابقة واخترعوا تهمه جديدة وهى أن
البابا أثناسيوس عزم على منع المراكب التي تأتى من مصر إلى القسطنطينية حاملة
ضريبة الحنطة. وأنه يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى
الملك، فأصدر الملك أمره بنفي البابا أثناسيوس إلى تريف في فرنسا، في 5 فبراير سنة
335 م حيث قابله أسقفها بإكرام جزيل، ولكن أريوس مات ميته شنيعة كما قال سقراط:
" إنما أمات الله أريوس في مرحاض عمومي حيث اندلقت أمعاؤه " وقد
أعتبر الشعب هذه الميتة انتقاما للعدل الإلهي، فلما بلغ الملك ذلك عرف براءة
البابا أثناسيوس، وأوصي سنة 337 م بإعادته وهو علي فراش الموت، وقُسمت المملكة
بعده إلى قسطنطين الصغير علي فرنسا، وصارت مصر تابعة لقسطنس وإيطاليا إلى قسطاس .
وبتوسط قسطنطين رجع البابا أثناسيوس سنة 338 م فأستقبله الشعب بفرح وصار كل بيت
ككنيسة .
النفي الثاني
الأريوسيون لم يسكتوا،
فعقدوا مجمعاً حرموا فيه أثناسيوس، وعينوا بدله رجلاً يدعى غريغوريوس، وبعثوا بالقرار إلى
يوليوس أسقف روما، فعقد البابا أثناسيوس سنة 340 م مجمعاً بالإسكندرية أحتج فيه
علي الأريوسيون، ثم حرر رسالة دورية لجميع الكنائس فظهرت منها براءته، ولكن الأريوسيون
أثروا علي غريغوريوس ليساعد بطريركهم للاستيلاء علي كنائس الإسكندرية، وأثروا علي
الإمبراطور قسطنديوس أيضا، فأرتاع الشعب الإسكندري وقرر المقاومة إلا أن الأريوسيون
هجموا علي الكنائس يوم الجمعة العظيمة، وهتكوا العذارى وذبحوا كثيرين من المصلين .
فأستغاث البابا أثناسيوس بكل الكنائس في العالم وترك كرسيه وسافر إلى روما.
وأنعقد
مجمع في سرديك وقرروا : أولاً براءة البابا أثناسيوس،
وثانياً تثبيت قانون مجمع نيقيه
(قانون الإيمان)،
وثالثاً حرم الأساقفة الأريوسيون،
ورابعاً عزل غريغوريوس .
وانتدبوا
أسقفين ليقابلا الإمبراطور قسطاس حاكم إيطاليا الذي وافق علي ما قرره المجمع، وهدد
شقيقه بالحرب إن لم يرجع القديس البابا أثناسيوس وفي هذه الأثناء قام الشواذ من
المصريين بقتل غريغوريوس سنة 349 م، فعاد البابا أثناسيوس إلى كرسيه مرة ثانية، وأستقبل
الشعب البابا أثناسيوس كما قال غريغوريوس الثيئولوغي (الناطق بالإلهيات) واضع
القداس: " كان ازدحامها أشبه بالنيل عند فيضانه " وأشار إلى سعوف النخل
والابسطة وكثرة الأيدي الصفقة .
النفي الثالث : خروج البابا للمرة
الثالثة بسبب قسطنديوس
أحتمل الأريوسيون علي مضض
رجوع البابا أثناسيوس، إلى أن مات قسطاس حاكم إيطاليا، وأوغروا صدر قسطنديوس، فحكم
بنفي البابا أثناسيوس، فذهب الجند إلى كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاؤنا.
وكان البابا يصلي صلاة الغروب ويقول: " لأن إلى الأبد رحمته"
فأندفع الجند بشدة إلى داخل الكنيسة للقبض علي البابا، لكن الله وضع
غشاوة علي عيونهم فلم يميزوه عن الشعب، وانطفأت المصابيح، وخرج البابا وذهب إلى
الصحراء، وبقي مدة مع الآباء الرهبان. وعين الأريوسيون بطريركا دخيلا يدعى جورجيوس من كبادوكية
نظير غريغوريوس السابق فلم يقبلوه، فاستولي علي أوقاف الكنائس، إلا أن الوثنيين
الذين أضطهدهم قتلوه واحرقوا جسده .
عودة البابا بسبب يوليانوس
ثم تركه الكرسي للمرة الرابعة .
لم يستمر الحال هكذا فقد مات الإمبراطور
قسطنديوس، وقام أبن عمه يوليانوس وكان يريد أن يجذب قلوب الشعب، فطلب إرجاع
أثناسيوس، فعقد البابا أثناسيوس مجمعاً سنة 362 م، ووضع شروط قبول الأريوسيين
الراجعين، كما أهتم بالتبشير وسط الوثنيين، فلم يلق هذا قبولاً لدي يوليانوس الذي
كان يحب الوثنيين، فطلب القبض علي البابا أثناسيوس، فخرج البابا أثناسيوس من
الإسكندرية، وركب مركباً إلى الصعيد، فتبعه الوالي في مركب أخرى، ولما اقترب من
مركب البابا أثناسيوس، سألوا عن مركب البابا أثناسيوس، فقالوا: أنها كانت ذاهبة
إلى طيبة وهو ليس ببعيد عنكم، فأسرع الوالي بمركبه في طريقه، ولما وصل إلى أقرب
مدينة لم يعثر علي البابا أثناسيوس، لأنه كان قد أختفي في مكان أخر، وقد تأثر من
حوله لكثرة الاضطهادات التي وقعت عليه، فأظهر لهم أنه في وقت الاضطهاد يشعر بسلام
داخلي، وبازدياد شموله بنعمة الله أكثر من الوقت العادي، ثم زاد في قوله: " أن اضطهاد يوليانوس كسحابه
صيف سوف تنقشع " وبينما هم في هذه الأحاديث أتاهم الخبر أن يوليانوس قد قتل في
حرب الفرس وقد قتله مرقوريوس أبو سيفين وقد لفظ الدم من جسده وهو يقول: " لقد غلبتني يا ابن مريم "
عودة البابا أثناسيوس وأنفراده
للمرة الخامسة بعيداً عن كرسيه، وذلك في مقبرة أبيه.
بعد أن قتل يوليانوس تولي يوبيانوس ثم تولي
فالانس وكان أريوسي، وفي سنة 367 م أصدر قراراً بنفي البابا أثناسيوس، فأضطر أن
يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده . قتل في إثنائها الملك ثلاثين أسقفاً من
الموالين للبابا أثناسيوس . ومع هذا رأي صلابة الأقباط فقرر رفع الاضطهاد عنهم،
وإعادة البابا أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م.
ومع أن البابا أثناسيوس كان قد بلغ من العمر 72
سنة، إلا أنه لم يقصر في واجباته، ولثبات البابا أثناسيوس في الحق أتي المثل
الإفرنجي " أثناسيوس ضد العالم " .
وللبابا أثناسيوس كتب
عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها، وقد أشار الأنبا قزمان على أهمية هذه
المؤلفات في قوله : " من يجد شيئا منها فليكتبه حالاً علي قرطاس ومن لم يجد
فليدونه علي ثيابه "، وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس
أنطونيوس وجعله زياً لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قساً
فقمصاً وتنيح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي خمساً وأربعين سنة . صلاته تكون
معنا ولربنا المجد دائما . آمين
ميلاد أنبا شنوده رئيس المتوحدين
في هذا اليوم تذكار ميلاد أنبا شنوده رئيس
المتوحدين . صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائماً. آمين .