Thursday, 2 July 2020

الآباء الرسل

الآباء الرسل ـ خدمة معلمنا بطرس الرسول
مقال لنيافة الأنبا باخوميوس 

مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

بالعدد الصادر لمجلة الكرازة بتاريخ

 ٦٢  يونيو٢٠٢٠م - ١٩بؤونه ٦٣٧١ ش

   في تذكار إحتفالنا بصوم آبائنا الرسل الأطهار نتذكر خدمتهم في كل العالم، ونتأمل في بعض من خدمة معلمنا بطرس الرسول كما وردت في الإصحاحين التاسع والعاشر من سفر الأعمال، وتحكي عن إنتقال معلمنا بطرس الرسول للخدمة في منطقة لدة ويافا.

فقد تميزت خدمتهم جميعًا بالتجوال والسفر، فسفر الأعمال يحكي الكثير عن الرحلات الكرازية لمعلمنا بطرس الرسول ومعلمنا بولس الرسول. وكانت هذه الرحلات لها عمل كبير في إنتشار الإيمان لكنها كانت أيضًا تظهر كيف كان الآباء مستعدين للتعب من أجل الرب، وقد يظن البعض أن الرحلات الكرازية كانت فقط لمعلمنا بولس إلا أن الدَارس للسفر يُدرك أن أسفار معلمنا بطرس لم تكن قصيرة فالمسافة من لدة إلى يافا لا تقل عن مئة ميل، فروح الإرسالية كان دائمًا مرتبط دائمًا بالسفر والتعب من أجل إفتقاد المؤمنين ونشر الإيمان.

أما عن خدمة معلمنا بطرس الرسول فتظهر أنها مرتبطة بخدمة إخوته من الآباء الرسل، فقد ذهب للخدمة في نفس المنطقة سابقًا فيلبس الرسول عندما رافق مركبة الخصي الحبشي حيث شرح له الإيمان وعمده، وهذا يُظهر كيف كان الآباء الرسل يَشعُرون أنهم يكملون عمل بعضهم البعض، وهذا ملمح كرازي مهم في خدمة الآباء الرسل فالعمل بينهم كان تناسق ومرتبط بعمل الآخرين.

فكل منهم يخدم مع أخيه ويشعر بالمسئولية تجاه خدمة الآخر ويكملون عملهم بعضهم مع بعض، فمن الأمور التي تتعب الخدمة هو إستقلالية الخادم عن أخيه وعدم إحساسه بالمسؤلية نحو خدمة أخيه .

يظهر من خدمة معلمنا بطرس الرسول كيف أنه كان متأثرًا بشخص ومنهج خدمة الرب يسوع ذاته، فكان يتبع نفس منهجه وينطق بمثل كلماته، فدعا إينياس المقعد (قم): «ونزل ـ بطرس ـ إلى القديسين الذين في لدة، فوجد هناك إنسانًا إسمه إينياس مضجعًا على سرير منذ ثمان سنين وكان مفلوجًا فقال له بطرس يا إينياس يشفيك يسوع المسيح قم وافرش لنفسك» (أعمال ٩:٣٢ـ ٣٤)، كما قال لطابيثا التي فارقت الحياة «يا طابيثا قومي» (أعمال ٩: ٤٠) تمامًا كما فعل الرب يسوع، وكما كان الرب يسوع يجعل الآخرين يشتركون في العمل، فقال لمريض بركة بيت حسدا «أحمل سريرك وامض إلى بيتك» (يوحنا ٥) قال بطرس لإينياس «قم وافرش لنفسك»، وهو بهذا يعلمنا مثلاً كيف نتشبّه بالرب يسوع، لذلك فنحن نطلق على الآباء الرسل أنهم «المتشبّهون بالرب يسوع»، وهو بهذا يعلمنا أيضًا ضرورة أن يكون للإنسان دور في قصة خلاصه، وهذا يتفق مع روح الإنجيل، فالكتاب يؤكد دائمًا كيف كان الرب يسوع يهتم بدور الإنسان مع دور الخادم .

للتحميل من هنا


No comments:

Post a Comment

من الشخصيات النسائية فى العهد القديم دبورة الأولي     معنى الإسم : دبورة اسم عبرى معناه نحلة   ذكر الكتاب المقدس سيدتين تسميتا بهذا ا...