Sunday, 21 June 2020

قديس ذو سيرة عطرة 2

قديس ذو سيرة عطرة

 الأنبا إبرآم
أسقف الفيوم والجيزة

   نشأته : 

   ولد عام 1829م بقرية دلجا مركز ملوي مديرية أسيوط آنذاك، من أبوين فاضلين. وكان أسمه بولس غبريال قبل الرهبنة.

القديس الانبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة

   دخل دير السيدة العذراء مريم "المحرق" حيث رُسم راهبًا باسم بولس المحرقي عام 1848 م.

   ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام رُسم فيها قسًا عام 1863. ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير رئيسًا للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا. لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير.

   طُرد أبونا بولس وتلاميذه بسبب حبهم للفقراء فالتجأوا إلى دير السيدة العذراء "البراموس" بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادة  ودراسة الكتاب المقدسوقد تتلميذ  على يده القديس أبونا ميخائيل البحيرى.

   وفي عام 1881 رُسِمَ أسقفًا على الفيوم وبني سويف والجيزة باسم الأنبا ابرام، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء.

صديق للفقراء :

   خصص الأسقف الدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه. وكان إذا دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه "شاله" أو "فروجيته".... وله في ذلك قصص مذهلة.

 مطرانية في السماء :

جاء عنه أن أعيان الايبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها. وكانوا كلما جمعوا مبلغًا من المال يسلمونه له. أخيرًا جاءوا إليه يطلبون إليه موعدًا للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: " لقد بنيت يا أولادي!!... لقد بنيت لكم مسكنًا في المظال الأبدية" .

الانبا ابرام اسقف الفيوم والجيزة

استغلال عطفه :

   من الروايات المتداولة بين معاصريه أن ثلاثة شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منهم يدّعيان أن ثالثهم قد مات وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف: "هو مات؟!"، فأجابوا: "نعم مات". ثم هزّ الأسقف رأسه ومدّ يده بالعطية قائلا: "خذوا كفّنوه به". وخرج الاثنان يضحكان: لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما نظرا ثالثهما قد مات فعلًا.

رجل الصلاة :

   ذكر كثيرون ممن باتوا في الحجرة المجاورة لحجرته أنه كان يقوم في منتصف الليل يصلي حتى الفجر بالمزامير، وكان يقف عند القول: " قلبًا نقيًا أخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي "، مرددًا إياها مرارًا بابتهالات حارة. وقد شهد الجميع أن صلاته كانت بروح وعزيمة قوية حتى في شيخوخته .

   قال مستر ليدر: " لم أسمع قط في حياتي صلاة كهذه، إذ أحسست بالصلة التي له بعرش النعمة التي تملأ الإنسان استقرارًا دائمًا. لقد بدا لي أن الأرض تلاشت تمامًا لكي تترك هذا الرجل في حضرة الله نفسه يتحدث معه بجلاء".

إننا لا نبالغ إن قلنا أن مئات بل آلاف المعجزات تمت على يدي هذا الرجل وبصلواته.

نسكه :

   كان بسيطًا في ملبسه وفي مأكله، يعيش بالكفاف، ضابطًا نفسه من كل شهوة وفي أحد الأيام اشتاق أن يأكل "فراخًا" فطلب من تلميذه أن يطبخ له ذلك. فلما أعد له الطعام قدمه، فصلى الأب وطلب منه أن يحضره له في اليوم التالي. وتكرر الأمر في اليوم الثاني والثالث والرابع دون أن يأكل منه شيئًا حتى فسد الطعام. حينئذ قال لنفسه: " كلي يا نفسي مما اشتهيت " .

اتضاعه:

   يقول مستر ليدر: " تضايق عندما ألزمته بركوعي قدامه" .

من عادته الجميلة أنه ما كان يسمح لأحد من الشمامسة أن يتلو عبارات التبجيل الخاصة بالأسقف عند قراءة الإنجيل، ولا كان يميز نفسه عن شعبه بل يجلس على كرسي عادي كسائر أولاده. وكان يسر بدعوة أولاده له: " أبينا الأسقف "، ولا يسمح لأحد أن يدعوه: " سيدنا" .

   وعندما زار البرنس سرجيوس "عم نقولا قيصر روسيا" وزوجته مصر عام 1868 وسمعا عن القديس توجها لزيارته، اهتمت الدولة واستقبلته استقبالًا رسميًا، وحاول أعيان الأقباط أن يشتروا أثاثا جديدًا للمطرانية لكنه رفض نهائيًا. ولما جاء الزائران وركعا على الأرض والأب جالس يصلي لهما بحرارة قدما له كيسًا به كمية من الجنيهات الذهبية، أما هو فاعتذر. وأخيرًا أخذ جنيهًا واحدًا وأعطاه لتلميذه رزق. وقد خرج الأمير من حضرته يقول أنه لم يشعر برهبة في حياته مثلما شعر بها عندما وقف أمام القديس العظيم الأنبا ابرام..

أسقفًا إنجيليًا :

   يقول عنه الأنبا إسيذوروس أنه كان عالمًا في مواضيع الكتاب المقدس إلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب المقدس كل أربعين يومًا مرة.

   وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة الكتاب المقدس.

وانتقل الأنبا إبرام في 3 بؤونه  1630 ش - 10 يونيو 1914 م ودفن في مدفنه بكنيسة أبي سيفين.

قررت الكنيسة إعلان قداسته في المجمع المقدس سنة 1963م، وتم الإحتفال به يوم 10 يونيو 1964م.  وفي 2 يونيو 1987 م. تم نقل جسده إلى المزار الخاص به في مقصورة بدير العذراء وأبوسيفين والأنبا ابرآم بالعزب .    

                                بركة شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائماً آمين.

〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜〜

No comments:

Post a Comment

من الشخصيات النسائية فى العهد القديم دبورة الأولي     معنى الإسم : دبورة اسم عبرى معناه نحلة   ذكر الكتاب المقدس سيدتين تسميتا بهذا ا...