الثلاثاء 12 مايو 2020 - 4 بشنس 1736
نياحة البابا يوحنا الخامس البطريرك التاسع والعشرون
في مثل هذا اليوم من سنة 221 ش ( 29 أبريل سنة 505
م )، تنيح البابا القديس يوحنا التاسع والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية . وقد
ولد هذا الأب بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين، ومال منذ حداثته إلى حياة
الرهبنة، فترهب ببرية القديس مقاريوس، وأختير للبطريركية بعد سلفه البابا أثناسيوس،
فتمنع ولكن الأساقفة والكهنة والأراخنه أخذوه قهراً، ورسموه في أول بابه سنة 213 ش
( 29 سبتمبر سنة 496 م )، فلما جلس علي الكرسي أهتم أهتماماً زائداً بالتعليم
والوعظ وتثبيت المؤمنين علي الإيمان المستقيم، وهو أول بطريرك أخذ من الرهبان.
وكان
يملك علي القسطنطينية وقتئذ الملك زينون البار. ولهذا أشتد ساعد البابا البطريرك
في نشر الإيمان المستقيم في أنحاء البلاد المصرية، وقد أمر هذا الملك البار بإرسال
طلبات برية شيهيت من القمح والزيت والخمر والمال، لتجديد مباني قلاليهم وترميمها
وكانت أيام هذا البابا أيام هدوء وسلام، ولما أكمل سعيه الصالح مرض قليلاً، ثم
تنيح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي ثماني سنوات وسبعة أشهر . صلاته تكون
معنا ولربنا المجد دائماً. آمين.
نياحة البابا يوأنس الخامس البطريرك الثاني والسبعين
في مثل
هذا اليوم من سنة 882 ش ( 29 أبريل سنة 1166م )، تنيح البابا يوأنس الخامس
البطريرك (72)، وهو يوحنا الراهب من دير أبي يحنس. تولي الكرسي في يوم 2 نسي سنة
863 ش ( 25 أغسطس سنة 1147 م )، وكان قديساً صالحاً عفيفاً. وفي أيامه لما تولي
الوزارة العادل بن السلار (العادل سيف الدين) وزير الظافر بالله العبيدي بمصر، بشد
الزنانير وخلع الطيالس ولم يدم ذلك طويلا لأن الله أنتقم منه سريعاً إذ قام عليه
والي مصر، وقتله وأخذ منه الوزارة .
أستولي
الإفرنج (الأجانب) علي عسقلان (بأسم المجدل اليوم) وهدمت كنيسة مار جرجس بالمطرية
بعد تجديدها علي أنقاض القديمة بجانب بئر البلسم، وقام نصر بن عباس وقتل الخليفة
الظافر، ونصب مكانه الفايز، وقتل إبن عباس وأستولي مكانه طلائع بن رزيك، وسمي نفسه
بالملك الصالح، وكان مبغضاً للمسيحين، وأمر أن يكون لعمائمهم ذوايب، وحصل في أيامه
غلاء في الأسعار، و وباء في الأبقار، ومات الأمام الفايز وقام بعده الأمام العاضد،
وفي أيامه مات الوزير طلائع، وأستولي مكانه ولده. قد قام علي الأخير شاور والي
الصعيد وأستولي علي الوزارة وقتل سلفه. وتحرك ضرغام علي شاور وخلعه وحل مكانه، أما
شاور فهرب إلى الشام، وعاد منها بصحبة أسد الدين شيركوه وقتل ضرغام . ولما حاصر
شيركوه شاور في القاهرة، وأستولي عليها أمتدت إليها أيدي النهب . فنهب رجاله
الأهالي وصاروا يمسكون المسيحين أهل البلاد والأرمن الإفرنج (الأجانب)، ويقتلون
منهم ويبيعون منهم بالثمن البخس. وأستشهد علي أيديهم الراهب بشنونه الذي من دير
أبي مقار في 24 بشنس سنة 880 ش ( 1164 م )، وأحرقوا جسده لإمتناعه عن تغيير دينه،
وحفظت عظامه في كنيسة أبي سرجه . وهدموا كنيسة الحمرا ( مار مينا ) بحارة الروم
البرانية، وكنيسة الزهري وعدة كنائس في أطراف مصر بعد نهب ما فيها، ثم أذن الله
بتجديد مبانيها علي يد الأرخن أبي الفخر صليب بن ميخائيل الذي كان صاحب ديوان
الملك الصالح الوزير .
وفي أيام هذا البطريرك، آمن بالسيد المسيح شاب
إسرائيلي يسمي أبو الفخر بن أزهر وتعلم القبطية قراءة وكتابة وسمي جرجس. وقد قبض
علي البطريرك في أيام العادل بن السلار، وألقي في السجن، لأنه أمتنع عن رسامة
مطران للحبشة، بدل مطرانها الشيخ الكبير المعروف بأنبا ميخائيل الأطفيحي وهو علي
قيد الحياة، وقد كان مرسوما من يد البابا مقاره، وأفرج عنه بعد أسبوعين من أعتقاله
لوفاة العادل .
وفي أيام هذا البطريرك أضيف إلى
الإعتراف لفظة " المحيي " بعد " هذا هو الجسد " فصار يقال: " هذا هو الجسد المحيي الذي أخذه الأبن الوحيد .. الخ " وجرت بسببها
مجادلات ومناقشات كثيرة، وتنيح البطريرك في أيام شاور بعد أن تولي علي الكرسي مدة
ثمان عشرة سنة وثمانية أشهر وأربعة أيام . صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً.
آمين.