Monday 3 August 2020

سفر التكوين

سفر التكوين

الإصحاح الثامن والأربعون
يعقوب يبارك بالصليب

القمص أنجيلوس جرجس


 كاهن كنيسة جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - مصر الجديدة

   وقبل أن يرحل أب الأسباط لابد أن يخص يوسف بركة تختلف عن بقية أبنائه لأنه صورة المسيح، وفي هذا الإصحاح يظهر صورة الصليب في البركة كعمل لإعداد الأذهان لبركة صليب المسيح.

القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - مصر الجديدة

الأفكار الرئيسية :

أفرايم ومنسى أولاد يعقوب ويوسف أيضاً. (تك ٤٨:١٢)

بركة أفرايم ومنسى بشكل الصليب. ( (تك ٤٨-٢٢)

لوز: منطقة بيت أيل.

   شابهت حياة يوسف حياة السيد المسيح وهذا لم يأتي بالصدفة، ولكن كان لابد أن يظهر اللـه هذا وسط الأسباط ليبين إنه من بين اليهود سيظهر لهم أخ به سيتم الخلاص وهم قصدوا به شراً ليقتلوه ولكن بالتدبير صار هو خبز الحياة والخلاص وهو المسيح.

   في حديث يعقوب يذكر موت راحيل ودفنها في بيت لحم (تك ٤٨:٧) وهذا لأنه كما قلنا إن راحيل المحبوبة ترمز إلى كنيسة العهد الجديد فهي قد كانت مدفونة ومنتظرة حياتها الجديدة من موتها تحت الناموس والذبائح وتنتظر الذبح وفيها ولد السيد المسيح. أترى عمق التدبير وقوة الوحي حينما تراه بإستنارة الروح.

وقد طلب يعقوب من يوسف أن يأخذ منسى وأفرايم أبناء له لماذا ؟

   إنه كان يريد أن يعطي ليوسف نصيب إثنين من بركة أبيه إسحق وإبراهيم كما سنسمع في بركته لهما، ولكن الفكرة أعمق من مجرد نصيب إثنين فإن منسى وأفرايم يمثلان اليهود الذين أمنوا بالسيد المسيح فصاروا مسيحيين وإذ هم أبناء يعقوب فقد صاروا في نفس الوقت ودون التخلي عن جنسهم أبناء للمسيح فأخذوا نصيباً مضاعفاً نصيب الجهاد في العهد القديم ونعمة العهد الجديد.

   وحين بارك يعقوب أفرايم ومنسى حدث شيء عجيب فبينما منسى عن يمينه وأفرابم عن يساره وضع يعقوب يده اليمنى على أفرايم واليسرى على منسى كمثال الصليب مما يظهر الفكرة السابقة إنه بالصليب قد بارك اللـه أفرايم ومنسى أي اليهود الذين صاروا مؤمنين بالصليب، ولما ساء في عيني يوسف هذا (تك ٤٨-١٧) أراد أن يغير وضع يد أباه فقال له يعقوب إنها نبوة فسيكون أفرايم أعظم من منسى وهذا ما حدث فعلاً عند توزيع نصيب كل سبط في أرض الموعد.

التأمل :

   ما أروع يارب أن تلقي بظل الصليب على قصة الخلاص قبل حدوثها وما أعظم أن تفتح العيون على بركة الصليب. وأما نحن الذين قد أدركنا نعمة الصليب فإننا نحتاج أن نحمله خلفه، نعم يا صاحب فالصليب هو ظل الخلاص في كل عهد فهو مغروس في قلوبنا ثابتاً على أكتافنا فهبنا ياربي أن يكون صليبك هو إفتخارنا وسر حياتنا ومعنى وجودنا فيك فلا نخزى منه ولا نخفيه عن العيون بل نصلب معك أمام العالم.




No comments:

Post a Comment

من الشخصيات النسائية فى العهد القديم دبورة الأولي     معنى الإسم : دبورة اسم عبرى معناه نحلة   ذكر الكتاب المقدس سيدتين تسميتا بهذا ا...