تقويم الشهداء والقديسين

الخميس 28 مايو 2020 م - 20 بشنس 1736 ش

تذكار عيد صعود رب المجد (عيد سيدى كبير)

عيد الصعود

  هذا اليوم مجد بقية الأعياد وشرفها كما يقول الآباء لأن فيه صعد الرب إلى السماء بعد أن أتم عمل الفداء أو أكمل كل التدبير الخلاص من بعد أربعين يوما من قيامته (لو 24: 51، أع 1: 1-11)

وتحتفل الكنيسة تذكارًا لصعود الرب:

  أولًا: تمثلا بالملائكة التي فرحت به و أستعدت لإستقباله أستعداداً لائقاً بمقامه العظيم وجلاله المرهوب وأخذت كل منها تبشر الأخرى بقدومه (راجع مز 24: 7 إلخ.).

  ثانيًا: تنفيذًا لنبوة داود النبي والتي دعا بها جميع الأمم للترنم لإسمه والإحتفال بذكرى صعود بفرح وأبتهاج (مز 47: 8)

  ثالثًا: طبقًا لما جاء في أوامر الرسل وهو: (من أول اليوم من الجمعة الأولى أحصوا أربعين يومًا إلى خامس السبوت (أي يوم الخمسين) ثم وضعوا عيداً لصعود الرب الذي أكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتب وصعد إلى الله الآب الذي أرسله وجلس عن يمين القوة (دسقوليه 31) {قوانين الكنيسة}

أما أقوال الآباء فتدل على سمو منزلته في الكنيسة منذ القديم.. 

فالقديس كبريانوس يقول: ( لا من لسان بشر ولا ملائكي يستطيع أن يصف بحسب الواجب عظيم الإحتفال والإكرام الذي صار للإله المتجسد بصعوده في هذا اليوم ولأنه لا يوصف ولا يدرك ).

والقديس أبيفانيوس يقول: ( أن هذا اليوم هو مجد بقية الأعياد وشرفها لأنه يتضح أن الرب أكمل في هذا العيد عمل الراعي العظيم الذي أخبرنا عنه ) (لو 15: 4-7)

والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول: (أن داود النبي تنبأ ساطعة ومجد عظيم لا يوصف وحينئذ هتف الروح القدس آمرا القوات العلوية ( أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم ).

وغرض الكنيسة من الإحتفال بهذا العيد ظاهر فأنه يقصد:

1- حث بنيها على شكر وتمجيد الرب الذي أنهض طبيعتنا الساقطة وأصعدنا وأجلسنا معه في السماويات (أف 2: 6).

2- تعليمهم بأن الذي أنحدر لأجل خلاصنا هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل (أف 4: 9، 10) فيجب أن يفرحوا لأن الرب ملك على الأمم. الله جلس على كرسي مجده (مز 47: 8).

3- تفهيمهم أن يسوع هذا الذي أرتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا (أع 1: 11) للدينونة (مت 16: 27).


نياحة الأنبا أمونيوس المتوحد الأنطاكي

   في مثل هذا اليوم من سنة 73 للشهداء الموافقة لسنة 357 م تنيح القديس أنبا أمونيوس .

ولد هذا القديس في سنة 294 م بجوار مريوط وهو كزميله الأنبا أنطونيوس كان من أسرة مسيحية تقية غنية، وفقد أبويه وهو في سن الحداثة.

   فبات تحت وصاية عمه، وكانت كل آماله متجهة إلى عيشة البتولية والقداسة، غير أن عمه خطب له فتاة غنية علي غير أرادته، ولما لم يكن في قدرته مخالفة أمر عمه، أخذ في مخاطبة خطيبته بالأقوال الروحية وقد أستطاع بسيرته المقدسة أن يؤثر عليها تأثيراً حسناً فحبب إليها عيشة الطهارة، وغرس في قلبها الميل إلى تكريس النفس لتكون عروساً للعريس الحقيقي يسوع المسيح، ومن ثم أتفق الإثنان علي أن يقبلا عقد زواجهما وهما مصممان علي أن يعيشا معاً كأخ وأخت .

   وقد لبثا علي هذه الحال مدة طويلة وهما يحافظان علي شروط العفة والأمانة، حتى مرت سبع عشرة سنة علي زواجهما، وبعدها إنتقلت الزوجة إلى الدار الأبدية، فرأي هذا القديس في حلم أن القديس أنطونيوس يدعوه إلى لبس إسكيم الرهبنة، ولما أستيقظ من النوم نهض وذهب إلى حيث يقيم القديس إيسيذوروس الذي ألبسه الإسكيم المقدس وأقام عنده مدة من الزمن ثم قصد بعد ذلك جبل تونه حيث يقيم القديس أنطونيوس .

   وقد أقام القديس أمونيوس عند القديس أنطونيوس مدة، وتتلمذ له ودرس علي يديه قوانين الرهبنة المقدسة، ثم بني له مغارة في تونه الجبل. وهناك أجهد نفسه بعبادات كثيرة فحسده الشيطان وأتاه في شكل راهبة وقرع بابه . فلما فتح له وطلب منه أن يصليا معا تحول الشيطان إلى لهيب نار. ثم مضي وسكن الشيطان في إمرأة وأغراها علي إيقاع القديس في الخطية . فلبست أفخر ثيابها وأتت إليه نحو الغروب وبدأت تقرع باب مغارته قائلة : أنني إمرأة غريبة وقد ضللت الطريق، وأمسي عليَّ الوقت فلا تدعني خارجاً لئلا يأكلني وحش، وتكون أنت المطالب بدمي ".

فلما فتح له وعرف مكيدة الشيطان الذي أرسلها، أخذ يعظها ويخفيها من عذاب الجحيم المعد للخطاة، ويذكر لها الغبطة المعدة للصديقين. ففتح الرب قلبها، وفهمت قوله وخرت عند قدميه باكية، وسألته أن يقبلها ويساعدها علي خلاص نفسها، ثم نزعت عنها ثيابها فألبسها ثوبا من شعر وقص شعرها وسماها الساذج، ثم علمها طريق الفضيلة، فسارت فيه سيراً حميداً حتى فاقت القديسين ، بصومها الكثير وصلاتها المتوالية .

   ثم عاد الشيطان فدبر حيلة أخري وذلك أنه لبس زي راهب، وصار يتردد علي الأديرة ويقول للرهبان وهو باك: أن الأنبا أمونيوس الناسك قد تزوج بإمرأة ويحتفظ بها في المغارة، فجلب بعمله هذا الفضيحة لكم والإهانة للإسكيم المقدس، فلما سمع بذلك الأنبا أبللو المتشبه بالملائكة، أخذ معه الأنبا يوساب والأنبا نوهي وأتوا إلى جبل تونة وقصدوا مغارة الأنبا أمونيوس . فلما قرعوا باب المغارة وفتحت لهم تحققوا الأمر . فلما دخلوا صلوا كالعادة ثم جلسوا يتحدثون في عظائم الله إلى آخر النهار.

فقال لهم الأنبا أمونيوس : " هلموا لنري الساذج لأنها تخبز لنا قليلا من الخبز ". فلما خرجوا إليها وجدوها واقفة تصلي وسط اللهيب وهو شديد التوهج ويداها مبسوطتان، فتعجبوا من ذلك ومجدوا الله. وبعد أن أكلوا من الخبز وشربوا إنفرد كل واحد لينام . فَعَرف ملاك الرب الأنبا أبللو بقضية الساذج مع الأنبا أمونيوس وأن الرب أرسلهم إلى هنا لكي يحضروا نياحها .

   وقد تم قول الملاك إذ أنها نحو الساعة الثالثة ليلاً، أعترتها حمي شديدة فسجدت للرب وأسلمت روحها بيده، فكفنوها وبعد الصلاة دفنوها . ثم عرفهم الأنبا أمونيوس بفضائلها . وأنها أقامت عنده 18 سنة لم ترفع وجهها إلى فوق لتري وجهه وكان طعامها خبزا وملحا . وبعد ذلك أوفده القديس أنطونيوس إلى وادي النطرون ليؤسس أديرة هناك فتبعه جمهور من المؤمنين فنظم لهم أحوال معيشتهم وأستمر يسوسهم بالفضيلة وبعد قليل تنيح هذا الأب القديس، صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين .


Comments

Popular posts from this blog

قديس ذو سيرة عطرة 1

من فوائد القراءة

Of Treasure

Our children

تقويم الشهداء والقديسين

شخصيات نسائية من الكتاب المقدس (الشخصية الأولى)