|
أقصر صيغة لعنوان البشار هي: " بحسب
متي" ولقد مرت كلمة "إنجيل" بمفاهيم متعددة مثل "المكافأة
لحامل الأخبار الطيبة" ثم "الأخبار الطيبة نفسها" ثم " الكتاب
الذى يحكى قصة يسوع"
ومع مرور الوقت أصبح العنوان يختصر إلى "
إنجيل متي" وكأنه لدينا أربعة أناجيل لأربعة أشخاص بينما الحقيقة أن لدينا
إنجيل واحد كتبه أربعة أشخاص. لذلك العنوان الدقيق هو: " الإنجيل بحسب
متي" إن لدينا إنجيلاً واحداً أو بشارة مفرحة واحدة أو خبراً ساراً واحداً
كتبه أربعة أشخاص من زوايا مختلفة، معصومين بالروح القدس.
ويتساءل البعض: ألم يكن يكفى أنجيل واحد عن السيد المسيح ؟
والجواب : كلا، لأن شخصية الرب يسوع كالمحيط
الشاسع، وما هذه الأناجيل الأربعة إلاَّ أضواء على هذه الشخصية الفريدة، جاء في
ختامها قول الحبيب يوحنا: " وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة
واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو 21: 25)
أما السبب الثاني تعدد الأناجيل، فهو أن كل
بشير كتب إلى أناس معينين ليوضح لهم زاوية خاصة في السيد المسيح. فمثلاً :
معلمنا متى: كتب لليهود الذين ينتظرون المسيا
أبناً لداود، فأوضح لهم من النبوات الكثيرة: أن يسوع هو الملك المنتظر.
أما معلمنا مرقس: فقد كتب للرومان رجال
القوة، ليشرح لهم أن السيد المسيح هو الخادم القوى للبشرية المحتاجة.
ثم جاء معلمنا لوقا: ليكتب لليونانيين رجال
الفلسفة: أن السيد المسيح هو أبن الإنسان الذي جاء مولوداً من أمرأه، ولكنه الإله
الحق من الإله الحق، ومخلص الإنسان الوحيد.
وفى نهاية القرن الأول كانت بعض البدع و الهرطقات
قد بدأت تظهر فمثلاً قال البعض: أن جسد المسيح كان خيالاً. وقال آخرون : أن
العذراء ولدت الناسوت وهبط عليه روح علوى بعد ذلك فارقه عند الصليب...
وهكذا من أمور الفلسفة الباطلة.
وهنا تصدى لهم معلمنا يوحنا الحبيب، الذى طالما اتكأ على صدر الرب، وأثبت لهم ألوهية السيد
المسيح وحقيقة جسده الطاهر.
فإن كل إنجيل كتب بدافع معين، ولأناس معينين،
وذلك ليدرك كل إنسان أن المسيح جاء من أجله ليفتديه.
No comments:
Post a Comment