الجمعة 8 مايو 2020 - 30 برموده 1736
إستشهاد مارمرقس الرسول أول باباوات الإسكندرية
فى مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 م، إستشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وأول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولاً.
كان إسمه أولاً يوحنا كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون فى بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12 : 12)، وهو الذى أشار إليه السيد المسيح له المجد، بقوله لتلاميذه: " أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول وقتى قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذى (مت 26 : 18) "، ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية، حيث فيه أكلوا الفصح، وفيه إختبأوا بعد موت السيد المسيح، وفى عليته حل عليهم الروح القدس.
ولد هذا القديس فى ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب إسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم . إسرائيلي المذهب وذى يسار وجاه عريض، فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية، ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، حيث كان بطرس قد تلميذ للسيد المسيح . ولأن بطرس كان متزوجاً بإبنة عم أرسطو بولس، فكان مرقس يتردد على بيته كثيراً ومنه درس التعاليم المسيحية .
و حدث أن أرسطو بولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن، وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران، فخاف أبوه وأيقن بالهلاك، ودفعته الشفقة على ولده بأن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه، ولكن مرقس طمأنه قائلا: " لا تخف يا أبي فالمسيح الذى أنا مؤمن به ينجينا منهما ". ولما أقتربا منهما، صاح بهما القديس قائلاً: " السيد المسيح إبن الله الحى يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل " فإنشقا ووقعا على الأرض مائتين، فتعجب والده وطلب من إبنه أن يعرفه عن المسيح فأرشده إلى السيد المسيح، وآمن والده وإعتمد على إسم السيد المسيح له المجد .
و بعد صعود السيد المسيح، إستصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل فى إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية، حيث تركهما وعاد إلى أورشليم، وبعد إنتهاء المجمع الرسولى بأورشليم إستصحبه برنابا معه إلى قبرص .
و بعد نياحة برنابا، ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية . ونادى فى تلك الجهات بالإنجيل، فآمن على يده أكثر أهلها.
و من هناك ذهب إلى الإسكندرية ، فى أول بشنس سنة 61 م ، وعندما دخل المدينة إنقطع حذاؤه ، و كان عند الباب إسكافي أسمه إنيانوس ، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية " اس ثيؤس " ( يا الله الواحد )
فقال له القديس مرقس: " هل تعرفون الله ؟ " فقال " لا وإنما ندعو بإسمه ولا نعرفه ". فتفل على التراب ووضع على الجرح فشفى للحال، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض، فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر، وإعطائهم الشريعة وسبي بابل، ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس .
ولما كثر المؤمنون بإسم المسيح، ولما سمع أهل المدينة بهذا الآمر جدوا فى طلبه لقتله . فرسم إنيانوس أسقفاً، وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة .
وعاد إلى الإسكندرية فوجد المؤمنين، قد إزدادوا، وبنوا لهم كنيسة فى الموضع المعروف ببوكوليا ( دار البقر ) شرقي الإسكندرية على شاطئ البحر، وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 م، وكان الوثنيون فى اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس ، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس، قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون " جروا الثور فى دار البقر " فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس وفى المساء أودعوه السجن، فظهر له ملاك الرب وقال له: " إفرح يا مرقس عبد الإله ، هوذا إسمك قد كتب فى سفر الحياة وقد حسبت ضمن جماعة القديسين " وتواري عنه الملاك ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام فإبتهجت نفسه وتهللت " .
وفى اليوم التالى ( 30 برمودة ) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه فى المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا ناراً عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فإرتاع الوثنيون وولوا مذعورين . وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التى شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه فى تابوت ووضعوه فى مكان خفى من هذه الكنيسة .
صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين